الفقراء أولاً وأخيراً

بقلم : منى مصطفى

خلال الأيام الأولى من رئاسة مرسى نلاحظ أن أغلب أهتمامه ينصب على الجانب السياسى و لعل أبرز ما مر فى الجانب السياسى التغيير فى قيادات المجلس العسكرى ،الآن نرى أن الرئيس يركز على جانب الزيارات و أتوقع أن يستأنفها والتى أتمنى أن يكون من ضمنها البرازيل و تركيا و يا حبذا لو قام بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود المصرية ،أتوقع زيارات كثيرة لتوطيد دور مصر السياسى

و لكن نحتاج الى نظرة قوية نحو الفقراء، الذين قامت من أجلهم الثورة،فهم لم يستفيدوا يوما من توطيد مصر السياسى ،و لم يشعروا بفرح أو حزن تجاه إقالة قيادات المجلس العسكرى ،هم لم يشعروا بأى قيمة للأستثمارات الأجنبية ،فحالهم لم يتغير يوما مازال رغيف الخبز كما هو،مازالت شوارعهم تضرب المثل الأعلى فى التلوث، مازالت الإهانات لهم متصلة من رجال الشرطة ،لهذا لو كنت مكان الرئيس لقمت بحزمة من الأصلاحات الأجتماعية لهؤلاء الفقراء :

أولا - تطبيق الحد الأدنى و الأقصى للأجور

ثانياً :-ما رأيك يا سيدى الرئيس فى زيارة لمنطقة عشوائية ، أتكلم عن منطقة من التى يطلقون عليها (الداخل فيها مفقود..الخارج منها مولود)،هذه الزيارة ستشعرهم بأنسانيتهم ،تشعرهم بأهتمام ،تشعرهم أن مصر تتغير،أغلب من لم يصوتوا كانوا منهم لانهم يشعروا سواء جاء رئيس أو لم يجىء حالهم لن يتغير،و لا أظن من قام بتأمينك فى التحرير،أو المساجد سيعجز عن تأمينك فى هذه المنطقة.

ثالثاً :- الغارمين ،أقترح دكتور أيمن نور من فترة دفع ديون الغارمين وو عده الرئيس بالنظر فى الأقتراح و لم نسمع أى أخبار حتى الآن أى تحركات فى هذا الصدد ،بعضهم مسجون بمبالغ بسيطة ، لماذا لا تسدد لهم الدولة ديونهم ، فماذا كان الدائن محل تجارى سددت له الدولة عن طريق تخفيض ضرائبه، و من الممكن أن تستفيد الدولة من الأشخاص فى مشروعات التعمير فى سيناء وبذلك تكون ضربت عصفورين بحجر ،من ناحية سددت ديونه هؤلاء الفقراء،و من ناحية ساهمت فى تعمير مناطق نائية ،و بذلك لن يكون سداد الديون عبء على الدولة قدر ماهو أستفادة على المدى البعيد.

أتمنى أن نبنى دولة حضارية قائمة على العدالة الإجتماعية والمساواة والعطف على الفقراء حتى لا ينقلب الأمر علينا بضده وتحدث ثورة جياع حينها لن نستطيع مواجهتها بأى طريقة كانت .