حرية الرأى بين الفتاوى والإبتذال !

بقلم : منى مصطفى

نمتلك فى مصر نخبة..تحسدنا عليها دول المنطقة..و نتباهى بها فى كافة المحافل الدولية ..أفكارهم مبتكرة..بل أن بعضهم قد تجاوز ابتكاره الأمور السياسية و الأمور الأجتماعية..ليصل الأبتكار بهم الى الدين الأسلامى..و لنتفاجأ أن مصر تضم فقهاء جدد محدثين..فهاهو أحد الصحفيين المشهورين للغاية يطل علينا بفتوى أن الحجاب ليس فرض..و هذا الأمر بالطبع لم يدركه الفقهاء الأوائل..حتى الأزهر غفل عنه..فجاء الصحفى المبدع ليثبت لنا و بما لايدع مجالا للشك -و هو رأيه بالطبع- أن الحجاب ليس فرض،و قبل أن تسارعوا بالقول أننا لا نمتلك الا هذا المبدع..أقول لكم لا تقلقوا فمصر ولادة تمتلك من هو لديه آراء مبدعة أكثر من هذا الشخص..فلدينا صحفى و مؤلف و أيضا مذيع و له شعبية جارفة كتب مقالا أبهرنى فيه بمعلومات عن الأقتصاد الأسلامى لم أكن أعرف منها حرفا و عندها هللت و سجدت لله شكرا أن أرسل الله لى هذا الرجل ليكون سبب فى هدايتى و لازالة الغمامة عن عينى..فماذا قال؟!
تفضل الأخ الفاضل بمطالبة أن يتم تطبيق الأقتصاد الأسلامى فورا ،عندها سيحتار الأسلاميين لان الأقتصاد الأسلامى فى رأيه هو عبارة عن منع الربا و الخمر و النساء ،لا أدرى ما دخل النساء فى الموضوع ،و لكن لربما هو يطالب بعودة الرق،و هى لعمرى فكرة مبتكرة للغاية ، و هو بهذا أبطل عدة رسائل دكتوارة لأشخاص أدعوا أنهم يتناولون الأقتصاد الأسلامى فى رسالتهم ،أنتظروا ..أنتظروا هناك الشخص الأكثر ابداعا و الذىأ طالب بأني تم منحه وسام الدولةعن أفكاره الدينية،فهو يرى أن تطبيق الشريعة يعنى هلاك الفن،بالطبع شريعة ايه يا أستاذ؟!!!!!!! نحن نريد ابتذال ،نحن نريد تعبير عن الواقع بكل أنحلاله،و أحسن من الأبتذال مفيش!!!!!!!!
غير بعض المثقفين كلما أصدر شيخ رأيه ،يسارعوا بقول أن الأزهر مرجعيتنا ،أما أذا أصدر الأزهر رأى لا يعجبهم قالوا على الأزهر أن يراجع فتواه ،و قبل أن يقول لى شخص أنه تناقض أقول له يا عزيزى أنهم يرون ما لاترى فهو أكثر ابداعا منك ،و بالطبع يفهم فى كل شىء حتى الدين ،هل أنت تستطيع صنع فيلم مثله يحقق ملايين الأيرادات ،هل تستطيع كتابة مقال مثله فى جريدة يومية ،لا تعرف أذن فلتصمت و لتستمع الى أرائهم فى كل شىء حتى أقدس الأشياء.
قبل أن يتم محاسبة الشيوخ على فتواهم الخاطئة ،علينا أن نحاسب هؤلاء أيضا على فتواهم فيما ليس لهم به من علم ، حتى ولو حساب مجتمعى ،لم أر مثقف يستنكر ما قاله هذا الصحفى أو ذاك ، لم أر برامج تعلن الحرب على هؤلاء الأشخاص الذين عينوا أنفسهم مفتيين ،أليس آرائهم هذه تتضمن أزدارء الأديان ، و قبل أن يقول لى أحد حرية الأبداع ،فهى كلمة مطاطة لطالما تحملنا ويلاتها ، هذا يعتبر أزدارء لمعتقداتى ،و طالما لا يمتلك شهادة من الأزهر انه يحق له الأفتاء ، فعليه أن يصمت ،كما أطالب بوضع قوانين لمنع الافتاء من الشيوخ الغير مؤهلين ،أطالب بمنع هؤلاء من الأفتاء نهائيا ، فلا أدرى ما مؤهلاتهم التى تتيح لهم أن يكون مفتيا ، قبل أن تشتموا الشيوخ ، و تسبوا هذا و ذاك منهم،حاسبوا هؤلاء و أمنعوهم من الفتوى و لو بالرفض لأفكارهم اعلاميا و جماهيريا ،أمنعوهم من الفتوى بخطاب دينى قوى يقنع الناس بدلا أن يتحول أمثال هؤلاء-ولهم منى كل التقدير فى مجالهم -الى مفتيين يقنعوا عوام الناس،فهم الأكثر ظهورا فى الفضائيات،فليرحمونا من أفكارهم الدينية العظيمة فنحن عقلنا لا يتسع لمثل هذه العبقرية و نحتاج قرون طويلة حتى نفهمكم.