من طرف General manger السبت 13 أغسطس 2011, 2:33 am
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما
يمتلأ قلب الإنسان بخشية الله وهيبته والاستسلام له – عز وجل -، ثم يكون
ذلك سببا في البعد عن معصية الله، خشية واستسلاما لله فهذا يجعلك خاضعاً
له، فتخجل أن يذهب الكون كله طائعاً وتكون أنت الوحيد العاصي لله؛ لأنه
سيأتي بك مكرهاً قال تعالى (ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ)،
فالله سبحانه وتعالى القهار لا شيئ في ملكه إلا خاضع له، لا شيئ في الكون
من المجرة إلى الذرة من الثرى إلى الثريا من الأرض إلى السماء، من الحشرات
إلى الأسماك إلى الطيور إلا وهو خاضع له.
الكون
جميعه خاضع؛ فالقهار أخضع الكون كله فلا تجد سواه إلا خاضعا له، ما سوى
الله مقهور بين يديه واسمع قول الله تبارك وتعالى ((وَهُوَ الْقَاهِرُ
فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ))، وقد وضع الله جميع
المخلوقات بين اختيارين إما أن تكون مقهورة له طائعة له تفعل ما يريد
باختيارها وإرادتها، وإما أن يُكرِهَها ويقهرها كرها لتفعل ما يريد؛ لأنه
القهار، وهذا ما أشار إليه الداعية الإسلامي عمرو خالد في برنامج "باسمك
نحيا" الذي تبثه فضائية فور شباب.
الاستسلام
لقدرة الله تعالى من تمام الإيمان - حسب تأكيده - وهذا هو معنى الإسلام،
حيث يقول ربنا في الحديث القدسي: "عبدي أنت تُريد وأنا أريد ولا يكون إلا
ما أريد فإن سلمتَ لي فيما أريد كفيتُك في ما تُريد وإن لم تُسلم لي فيما
أريد أتعبتُك فيما تُريد ولا يكون إلا ما أريد"، وقد ضرب سيدنا إبراهيم
أروع الأمثلة في الاستسلام لقدرة الله عندما أمر بذبح ولده إسماعيل فامتثل
لأمر الله، وعندما عرض الأمر على سيدنا إسماعيل قال لوالده "يَا أَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".[center]نماذج من قدرة الله القهار
طقيتضمن الكون نماذج عديدة على قدرة الله القهار، فالقهار
قهر السماوات والأرض (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ
كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، قهر الشمس والقمر (لا الشَّمْسُ
يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ
النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، قهر الليل والنهار (يُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ)، قهر العدم
(هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً
مَذْكُوراً) فمن ذا الذي جعل من العدم أناسا تتحرك وسفن فضاء وطائرات
ومراكب وبشر؟ من الذي قهر العدم، من الذي قهر التراب وجعله ينطق؟! أيصدق
أحد أن يصعد التراب إلى القمر لولا أن قهره – تبارك وتعالى - وقال له ان
فكان إنسان يتكلم ويتحرك!، قهر الهواء فلا يُرى، قهر العصاة بالأمراض والأوجاع واسألوا عن مرض الإيدز.
قهر
البشر عن رؤيته فلا تدركه الأبصار – سبحانه وتعالى – انظر إلى موسى (
قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ
انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى
صَعِقاً)، ثم مكننا سبحانه وتعالى في الجنة أن ننظر إليه ونراه (وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وانظر إلى القهار في ملكه
وقد قهر الأمم الظالمة (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).
القهار
الذي قهر إرادة البشر لإرادته فأنت تريد شيء والله يدبر ما يريد وانظر إلى
الآية تقول (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ)، المأمون أحد حكام المسلمين يحكى عنه أنه كان هناك شخص يكرهه
كرها شديداً وهو سجين لديه وفي أحد الأيام وفي مجلسه يقول له أحدهم أن فلان
مسجون لديك فيتذكر غضبه منه وينادي رئيس الشرطة ويقول له فلان يُصلب ويكتب
كتابا بذلك ويعطيه إليه فذهب رئيس الشرطة وأطلق سراحه فغضب المأمون غضبا
شديداً واستدعى رئيس الشرطة وسأله عما فعل وقد قال له أن يُصلبه، فرد
قائلا: لا يا أمير المؤمنين لقد كتبت إلي يُطلق وأعطاه كتابه فوجد مكتوبا
عليه يُطلق، فغضب المأمون وأخذ ورقة ثانية وتكرر الموقف حتى المرة الثالثة
فقال رئيس الشرطة: لا يا أمير المؤمنين والله لقد أخطأت الثالثة كتبت والله
ليُطلقن، فسكت المأمون ثم قال: نعم..نعم يُطلق فمن أراد الله له أن يُطلقه لا يستطيع المأمون أن يُصلبه.
وفي
أوائل القرن الماضي كانت هناك سفينة عظيمة من طبقتين سُميت تيتانيك وكتبوا
عليها هذه سفينة تتحدى القدر وفي أول رحلة لها من أوروبا إلى أمريكا تصطدم
بجبل جليدي فيشطرها نصفين.
ومن أعظم معاني قدرة الله أنه يقهر الأشياء بأضدادها - حسب قوله - فمن معاني قهره يؤلف بين المتنافرات فالماء يتكون في الكيمياء" H2O"
من ذرتين هيدروجين مادة مشتعلة وذرة أكسجين مادة تساعد على الاشتعال
فالقهار – تبارك وتعالى - يجمع المتضادات ويخرج منها ضدها فالماء يطفئ
النار، ثم نراه سبحانه وتعالى قد قهر خواص الأشياء فثبتها ثم عاد فقهر
الأشياء بعكسها، فالسكين يقطع ولكن لا تذبح إسماعيل! يا نار احرقي ولا
تحرقي إبراهيم، يا حوت ابتلع ولكن لا تأكل يونس، البحر وهو ساكن رمز الجمال
وفي الوقت ذاته إذا هاج يرمز للخوف، الهواء وهو نسمة رمز الحب والرقة وهو
إعصار رمز الخوف فكيف يخلق من الأشياء أضدادها؟! كيف جمع بين الروح
النورانية الشفافة مع الطين الآتي من الأرض فتظهر عليك ملامح الفرح
والحزن؟!
إن
استشعار الإنسان بقدرة الله القهار وضعفه أمام قوة الله يحدث بداخله خشية
لله القهار – حسب كلامه - فالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان ينهي
مجلسه بهذا الدعاء "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا"
والسيدة عائشة تقول تحسست النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم أجده في فراشه
حتى تحسست باطن قدمه فوجدته ساجدا يقول: "أعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ
برضاك من سخطك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وانظر
إلى عمر بن عبد العزيز يقول لغلامه إذا رأيتني أضيع حق من حقوق الله أو
أظلم أحد من الناس فخذني من ملابسي واجذبني وقل لي يا عمر أما تخشى الله؟!، ذات
مرة أخطأ رجلا فَهَم عمر بن الخطاب ليضربه بالدرة فقال الرجل: خوفتك
بالله، فتراجع عمر قائلا: خوفتني بعظيم، وعند وفاة عمر يقول ليتني كنت شعرة
في صدر أبوبكر ليتني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي، ويلي وويل أمي إن لم
يرحمني ربي يوم القيامة.
وانظر
إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كيف أنعم وصاحب القرن – ملك
الموت - قد التقم القرن وأحنى الجبهة وأصغى الأذن فينتظر حتى يؤذن بالنفخ
فينفخ" (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي
الأَرْضِ...)، وينادي الله تبارك وتعالى من بقي يا ملك الموت، فيقول: لم
يبق إلا عبدك جبريل وعبدك ميكائيل وعبدك ملك الموت، يا ملك الموت: اقبض روح
ميكائيل، فيقبض روحه وينادي الله تبارك وتعالى: من بقي يا ملك الموت،
فيقول: لم يبق إلا عبدك جبريل وعبدك ملك الموت يا ملك الموت: اقبض روح
جبريل، ثم ينادي الله تبارك وتعالى من بقي يا ملك الموت، فيقول: لم يبق إلا
عبدك ملك الموت، يا ملك الموت: اقبض روحك، وينادي الله - تبارك وتعالى - (
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فلا يجيب أحد لأنه لا أحد فيرد الله - تبارك
وتعالى- ( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). [/center]
الأربعاء 13 يوليو 2016, 6:47 pm من طرف زائر
» الإلحاد ظاهرة أم موضـــة
الأربعاء 29 يونيو 2016, 3:18 am من طرف General manger
» الحب الزائف
الجمعة 10 يونيو 2016, 1:35 am من طرف General manger
» تلاوة جميلة للشيخ محمد قدي
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 9:28 pm من طرف haitam1984
» الهاكم التكاثر بصوت رائع للشيخ ناصر القطامي
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 8:46 pm من طرف haitam1984
» حكم من سب الله للشيخ ابو مصعب- مجدي حفالة.
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 8:26 pm من طرف haitam1984
» تخيل لو ان المصطفى صلى الله عليه وسلم امامك
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 7:54 pm من طرف haitam1984
» الابتلاء والفتن للشيخ مجدي حفالة
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 7:51 pm من طرف haitam1984
» الاخاء المزعوم للشيخ ابو مصعب مجدي ابو حفالة
الإثنين 03 نوفمبر 2014, 7:42 pm من طرف haitam1984